الخميس، 27 أبريل 2017

‪They keep telling me I deserve happiness, what if I told you that she's the only one who can make me happy whenever she wants, I forgot how my life was before her and I forgot how to make myself happy! The only thing behind the sadness I'm living is her, from a person who has always been by my side without asking for a return to the reason why my tears fall every single night, I believe in her more than anything in this life without her advices I wouldn't be able to do almost everything right and her last advice was "just be positive good things will happen to you", the only good thing I'm waiting for is to be able to call you mine again, is to be able to hold your hands again, to taste your lips and tell you how much I love you once again.‬

الثلاثاء، 25 أبريل 2017

Never thought I'd be able to live a day without you
Still didn't change that thought about you
They say days will erase what once hurt you
The sun came out several times and my only thought is about you
You were my soul when i had one
You smiled to my face and changed my faith
You inspired me when I couldn't do none
I'll be waiting in order for you to come

الأحد، 26 مارس 2017

كَأيِّ مُراهِقْ طائِشْ عِشْتُ فَتْرَةَ مُراهَقَتي، دَعونا مِنَ المِثالِيّة لكِنّنا نَعيشُ في مُجْتَمَعٍ تَزَوّجَ آبائُنا بِأُمّهاتِنا عَنْ طَريقِ الحُبْ وَعِنْدما أنْجَبونا وَكَبِرنا حَرّموا عَلَيْنا الحُبْ بَلْ شَوّهُوا تَفْكيرَنا بِأنّ كُلّ مَنْ تُحِبْ فاجِره، وَ نَسَوا أنْ يُعَلّمونا نَحْنُ الشّباب أنّ كُلّ مَنْ يُحِبْ فاجِراً أيْضاً فَنَتيجةً لِأفْعالِهِمْ وأفْكارِهِم اختَلّ التّوازُنْ وَحَدَثَ الأفظَعْ.

سَأَرْوي قِصّتي فَقَطْ لِتَصِفَ لَكُمْ هذا الإخْتِلال وسَأكْتَفي بِقِصّتي لِأنّها تتَشابَه مع قِصَصِ غيري كَثيراً، كُنْتُ مُراهِقاً طبيعيّاً في بِدايَةِ المُراهَقَه وكانَتْ اهتماماتي كاهتِمامات جَميعْ مَنْ في عُمُري، دَخَلْتُ عالَمَ التّواصُلْ الإجْتِماعي ف بَدَأتُ أرى أنّه لَيْسَ مُجَرّماً ما حَدّثَني والِدايَ عَنْهُ، رأيْتُ أنّ الحَديثَ مَعَ شَخْص مِنَ الجِنْسِ الآخَر طَبيعياً! كُنْتُ بَريئاً فسَألْتُ أبي كَيْفَ أُكَلِّم الجِنْس اللطيف؟ أتّى الرّد الّذي لَمْ أَكُنْ أتَوَقَعُه وأَمَرَني أنْ لا أسْتَخْدِمَ ذلكَ البَرْنامِجْ، كأيّ شَخْص رأى شَيْءً لايَعْرِفُهْ لمْ اسْتَمِعْ لما قالَه وهُناكَ كانَتْ بِدايَتي، مَرّتْ الأيّام وَ فِعْلاً جَذَبْتُ أحَدَ الفَتيات وبَدَأنا نُدَرْدِش يَوْماً بَعْدَ يَوْم حَتّى تَعَلّقْتُ بِها اسْتَمَرّينا في الحَديثِ شُهوراً حَتّى طَلَبَتْ مِنّي يَوْماً مالَمْ اسمَعْ بِهِ يَوْماً، طَلَبَتْ مِنّي الخُروجَ مَعها قُلْتُ لَها و بِدونِ تَفْكير "عيب!!" كَأي شَخْص زُرِعَتْ في رَأْسِهِ هذه الفِكْرَة مِنْ شَخْصٍ أعْلَمَ مِنْه، اسْتَغْرَبَتْ البِنت وسَألَتني سُؤالاً لمْ أَجِدَ لَهُ جَواب "عيب نطلع بس عادي تكلمني؟" لمْ أَجِدْ مُبَرِراً آخَرْ غَيْرَ أنّ هذا ماقيلَ لي، تجاهَلَتْ هيَ ماحَدَثْ واسْتَمَرّينا في الحَديثِ كَما كُنّا في السّابِقْ وَكَأَنّ شَيْئاً لَمْ يَكُنْ، وذاتَ يَوْمٍ صارَحَتْني بِأنّها لا تُريدُ أنْ تَتَواصَلَ مَعي كَما كانَتْ لأنّ مُسْتَوى تَفْكيري لَمْ يَكُنْ كَمُسْتوى تَفْكيرِها، كانَتْ تِلْكَ الفَتْرة عَصيبَةً جِدًا لأنّها سَبّبَت لي أوّلَ صَدْمَةٍ عاطِفيّة وَلَمْ أعْلَمْ كَيْفَ لي أنْ اجْتازُها، لما ازدادَتْ الضيقَة صارَحْتُ أُخْتي الكُبْرى بما حَدَثْ وأنّي لا أعْلَمُ ماذا أفْعَلْ فَقالت لي "ماحَدَثَ طَبيعِيٌ جدّاً وَ سَيَسْتَمِرُّ في الحُدوثِ دَوْماً ف لا تُعَلِّقْ نَفْسَكَ بِأحَدْ" لَمْ استَطِعْ نسيانَ كَلِماتِها الّتي كانَتْ صادِقَةً جداً و وَعَدْتُ نَفْسيَ أنْ لا أُعَلِّق نفسيَ بِأَحَد.

مَعَ مُرورِ الزّمَنْ أصْبَحْتُ أُصادِفُ أُناسً جُدَدٌ يَدْخُلونَ إلى حَياتي لكِنّي لازِلْتُ عَلى الوَعْدِ الّذي قَطَعْتَهُ مَعَ نَفْسي أنْ لا أُعَلِّقَ نَفْسي بِأَحَدْ حَتّى بَدَأْتُ أشْعُرَ وَكَأنّي وَحيدْ رُغْمَ كُلِّ مَنْ حَوْلي، قابَلْتُ فَتاةً ذاتَ يَوْمٍ وبَدَأنا نَتَبادَلُ أطْرافَ الحَديثِ وَ وَجَدْنا أنّنا نُحِبُّ الأشْياءَ عَيْنَها فَتَعَلّقنا بِبَعْضٍ أكْثَرَ فَأَكْثَرْ، كُنّا نُحِبُّ قَضاءَ أوْقاتَنا معاً حَتّى وَإنْ لَمْ نَفْعَلْ شَيْئاً فَوُجودُها كانَ يُشْعِرُني بِالإرتياحْ، حَسِبْتُ أنّي الوَحيد بيننا المَنْجَذِب للآخَر بِشِدّة ولكِن مالَمْ أكُنْ أعْلَمه أنّ تِلْكَ الفتاة كانَتْ مُغْرَمَةً بي دونَ عِلْمي عَلِمْتُ بِذلكَ عَنْدما نَسِيَتْ دَفْتَرَ يَومِيّاتِها في مَطْعَمٍ كُنّا نَقْضي فيهِ مُعْظَمَ أوْقاتِنا، قَرَأتُ يَوْميّاتِها ولاحَظْتُ أنّها كانَتْ تَكْتَبُ مُلَخّصاً للأيّامِ الّتي لم نَلْتِقِ فيها وتَفْصيلاً مُمِلّاً لِتِلْكَ الّتي كُنا
نَخْرُجُ فيها سَوِيّه قَرَأتُ أيْضاً جُمْلَةٌ كُتِبَتْ في كُلّ مَرّةٍ خَرَجْنا فيها " آهٍ يا صَبْرَ قَلْبي مَتّى يُصْبِحَ لي وَحْدي فأرْتاح ويَرْتاحَ قَلبي" أخْبَرْتُها أنّها نَسِيَتْ يَوْمِيّاتَها فَخافَتْ أنْ أقْرَأَ شَيْئاً مِمّا كَتَبَتْ فَقالتْ "أوعِدْني أنْ لا تَقْرَأَ شَيْئاً مِنْه" فَقُلْتُ لها "وَأنا أُحِبُّكِ أكْثَرْ" كانَتْ تِلْكَ الّلَحْظَة جَميلَةً جِداً، تَغَيّرَ كُلُّ شَيْئٍ بَيْنَنا مُنْذُ ذلكَ اليَوم ولِشُهورٍ قَليلَة لِلْأَسَفْ حَتّى بَدَأَتْ تَتَغَيّر مَعي وتَنْشَغِلَ كَثيراً عَنّي ولا تَقْرَأْ رَسائِلي إلا بَعْدَ ساعاتٍ طَويلة، تَذَكّرْتُ حينَها ذلك الوَعْدْ الّذي قَطَعْتَهُ مَعَ نَفْسي، اجْزُمُ أنّي لَمْ أحْتَقِرَ نَفْسي ذاتَ يَومٍ هَكذا فَهَجَرْتُها وَ وَعَدْتُ نَفسي مُجَدّداً أنّي لَنْ أُكَرّّرَ فِعْلَتي مُجَدّداً.

نْذُ ذلِكَ اليَوْم أصْبَحْتُ اجْتِماعياً أكْثَرْ مِمّا كُنْتُ عَليه فَبَدَأْتُ أُصادِف أناسً أَكْثَر، مِمّا جَعَلَني لا أَهْتَمُّ بِالفِراقِ الّذي أحْزَنني ولكِنّي جَعَلْتُهُ دَرْساً لي، تَحَدّثْتُ إلى فَتَياتٍ كُثُرْ وَأسْتَطيعُ أنْ أقول أنّي لمْ أنْجَذِب إلى أيٍ مِنْهُنّ عاطِفِياً ولَكِنِ المُفاجَئة أنّ كثيراً مِنْهُنّ كُنّ قَدْ أحَبّوني لِسَبَبَين أحَدُهُما أنّي مزيووون فديتني والآخَرْ أنّي لَسْتُ مُصْطَنَعاً فَقَدْ كُنْتُ مَعَهُم عَفَوِيًّا لِأبْعَدِ الحُدود، أَخْبَرْتُ أحَدَ أصْدِقائي فَنَظَرَ إلَيَّ نَظْرَةَ الزّعيمِ وقالَ لي "لا تُصارِحْ أياً مِنْهُنَّ أنّكَ لا تُحِبُّها بَلْ إكْذِب وَعِشْ حياتَكْ" كُنْتُ ساذَجاً لِدَرَجَةِ أنّي عَمِلْتُ بِنَصيحَتِهِ ولَمْ أرَ أنّي مُخْطِئ لِأنّني لَمْ أُجْبِر إحْداهُنّ على شَيْئ، كُنت على هذا الحالْ لِفَترة ليسَتْ بِطَويلَة حَتّى عَلِمَتْ إحْداهُنّ أنّي على علاقاتٍ أُخْرى فاسْتائت كَثيراً وَكُنْتُ أعْلَمُ أنّها حَزينَة لِأنّها أحَبّتني ولَم أكُنْ جادً مَعاها، لَمْ أكْتَرِثْ لأنّ لَدِيّ مَنْ سَيَجْعَلُني أنْسى تِلْكَ الفَتاة حَتّى أتى المَساء ذلِكَ اليَوْم فَأرْسَلْتُ لَها رِسالَةً أتَأَسّفُ فيها وكانَ رَدُها بارِداً جِداً فاسْتَغْرَبْت واتّصَلْتُ بِها رَدّت بِصَوْتِها المبحوح وَكَأنّها كانَت تَبْكي سَأَلْتُها "أكُنْتِ تَبْكين؟" قالت "وَلِماذا عَسايَ أنْ أبْكي؟" قلت لها "لا أدَري مُجَرّد سُؤال فُضولي" تَحَدّثْنا قليلاً عَن تَفاصيلِ يَوْمِها حَتّى تَكَلّمَ سَيّد تَخْريب حياة النّاس عما حَدَث كُنْتُ افَسِّرَ لهَا أنّ ما حَدَثَ سوء تَفاهم ولَمْ أكُن موقِناً في نَفْسي أنها تُحبني كثيراً حتّى بَدَأتْ تَبْكي فسَألْتها "لماذا تبْكين؟ ما سبب بُكائِكْ المُفاجِئ؟" فجائني الرد الذي صَعَقني "أبْكي لِأنّي أحْبَبْتُ شَخْصاً وأعْطيْتُه قَلْبي فَجازاني بِكَسْره" وأنهت المكالمة، كانَتْ تِلْكَ المُكالَمة بِمثابَة صَفْعه لي لَمْ أكن أعي بِما قَدْ تُسَبِّبَهُ أفْعالي حتّى سَمِعْتُ بُكاءها لَمْ أعْلَم ماذا يَجِبُ عَلَي أن أفْعَل! لمْ أعَلم إلى من عَلَيّ أن ألْجَأ! كانَتْ أوّل رَدة فِعْل لما جَرى أنّي انْهَيْتُ عِلاقَتي مَعَهُنّ جَميعاً كَي لا يَتَكرر ما حَدَث مُجدداً، كنْت قَد تَمَنيت أن أنسيها ما حَدَثْ لكني لم أعْلَم كيف فَتَرَكْتُها و وعَدتُ نَفْسي وَعْداً جديداً وهو أنْ لا أوْهِمَ شَخْصاً أنّه أنا مَنْ يَحتاجون إليهِ في حياتهم لأني قَد كَسَرْتُ قَلْبَ فتاةٍ كانَتْ قَد ظَنّت أنّي الفتى المُناسب اللتي تحتاج إليه ولن أستَطيع أن أمْحو ذلكَ أبدا لأني إن مَحَوْتُهُ مِنْ ذِهْني فَإنّه باق في ذِكرياتِها.

أصْبَحتُ بَعيداً عن كُل شيءٍ لِفَتْرة، لَمْ أكُنْ مُشْتاقاً للإهتِمام لإنّي أيْقَنْتُ أنّ كُلّ ذلك مُؤَقّتاً فلَم أكُنْ أتواصَلْ إلّا مَعَ صَديقة قديمة لي حَتّى أنّي كُنْتُ أتجاهَل الحَديث مَعَها كَيْ لا يَحْدث شيء بيننا وأخْسَرُها، سَألَتْني يوماً وقالت "أليْست لَديك الرّغبَة بالإرتباط عاطِفياً بِفَتاةٍ مُناسِبَة؟" كانَ ردّي بالرفض وحاوَلْتُ أنْ لا أتَحَدّث بهذا المَوضوع ولكِنّها هَيّجَتْ بِداخِلي شُعور الفُقْدانِ للشّيء، مَرّتْ الأيّام حتّى ذاتَ يَوْم كنّا نَتَحَدّثُ عن الموضوعِ عَيْنِه فَقُلْتُ لها "لِما لا تَبْحثي لي عَن مَنْ تُناسِبَني؟" فَسُرْعانَ ما رَدّتْ وقالَتْ "لَقَدْ وَجَدْتُها! إنّها الفَتاةُ المُناسِبَة لكْ" وَبَدَأت بالحَديثِ عَنْها حتّى شَعَرْتُ أنّي أريد مَعْرِفَةَ تِلْك الفَتاة بِشِدّة، فقَدْ وَصَفَتْها لي وَكَأنّها أميرَة وليْسَت كَسائر الفَتيات، وبالفِعل دَأتُ ألاحِقها في "تويتر" وأحاول التّحَدّث إلَيها لكنّ مُعْظَمَ مُحاولاتي باءت بالفشل، بَدَأتُ أفقِدَ حَماسي لِمُحادَثَتها حَتّى بَدَأَتْ هي بِمُلاحَظَتي ومِن ثَمّ ازداد حَماسي أكْثر من ما كانَ عليه، لاحَظْتُ أنّها بِطِباعِها أيْضاً ليسَت كَسائر الفَتيات فَقَدْ كانَتْ تُحِب مَنْ يُضْحِكها ليسَ مَنْ يُغازِلها، صحيحٌ أن دَمّي ثَقيل بَعْضَ الشيء وليسَ لَدَيّ الحِسْ الفُكاهيْ كَما عِنْدَ البَعْض ولكتّي كُنْتُ أُحاوِلْ قَدْرَ المُسْتطاع أنْ أُضْحِكُها الجَيّد في هذا أنّي كُنْت أبْلي بلاءً حَسَناً، كُنْتُ أنا دَوْماً منْ يَبْدأ في الحَديثِ لأسْألها عنْ تفاصيلِ يَوْمِها وكانَتْ هيَ الأخرى أيَضاً تسْألُني وبَدَأتُ أشْعُرُ بالإرْتِياحِ أثناءَ حَديثي مَعَها وكَأنّي أخْرُجُ منْ عالَمي الحقيقي إلى الإفتراضِي، ذاتَ يوَمٍ حَدَثَ تَغْييرٌ في الرّوتين وبَدَأتْ هِيَ بِمُحادَثَتي فوَالله أنّي فِرِحْتُ يَمَها فَرَحاً شَديداً سَبَبُهُ بسيطٌ جِداً، صَحيحٌ أنّي كُنْتُ أكِنُّ لها مشاعِرَ مَدْفنَةً بِداخِلي لكن كُنْتُ أيْضاً أُفَكِّرُ بِأنْ نَبْقَى أصْدِقاءً لا أكْثَرَ ولا أَقَلْ لأنّي أعْلَمُ جَيّداً كَيْفَ هُوَ حَظّي في الحُبْ ولَمْ أكُنْ أُريدُ أنْ أخْسَرَ شَخْصاً مِثْلُها، اسْتَمَرّينا على هذا المِنوالِ يَوْمِياً وكانَتْ أحياناً لا تَسْتَخْدِمُ هاتِفها ليوْمٍ كامِلٍ فواللهِ لا يَمُرّ ذلك اليَوْمِ عَلَيّ مُرورُ الكِرام بَلْ يَمُرّ وكَأنّهُ يوْمانِ أوْ أكْثَرْ، بَدَأت مَشاعِري المَدْفونة بِالرّجوعِ للحياةِ مَعَ تَطَوّرِ عِلاقَتَنا حتّى لَمْ أعُدْ اسْتَحْمل أن نَبقى أصْدقاء بَلْ كنْتُ أريدُها لي وَحْدي فقَرّرتُ أنْ أسْتَرَجِلَ يَوماً وأبوحُ لَها عنْ شُعوري تِجاهُها فقُلْتُ بسْمِ الله وصارَحْتُها قائلاً "أشْعُرُ وَكَأنّكِ الشّخْصُ المُناسب الّذي يَفْهَمني وأشْعُرُ بالإنْتِماءِ إليه فَأنا أُريدُكِ أنْ تَكوني لي أكْثَرَ مِنْ صَديقَه" انْتَظَرْتُ رَدها على نارٍ أحَرّ مِنَ الجَمْر حتى ردّت وَقالَت "أنت شَخْصٌمهمٌ في حياتي ولا أوَدُ أنْ أخْسَرَكْ فَأنْتَ تَعْلَمْ أنّ النهاية سَتَكونُ الفِراق ولا أُريدُ أن يَحْدُثَ ذلك لنا" كان رَدها صادِماً لِتوَقّعاتي فقُلْتُ لها "أنا لا أسْتَطيعُ أن أبقى صَديقَكِ بَعْدَ أنْ أفْصَحُتُ لَكِ عَنْ مَشاعِري، ولِمَ الفِراق؟ فوالله أنّي لنْ أجِدَ ماسّةً مِثلَكِ مهما بحثت" فقالت " أمْهِلني قَليلاً منَ الوَقْتِ كَيْ أُفَكّر" مَرّ ذلِكَ الوَقْت بِبُطْءٍ شَديدْ حَتّى أتَتْ وقالتْ "أنا أيْضاً أُكِنّ لَك بعضَ المَشاعِر وأريدُكَ لي وَحْدي" يَوْمُها انْكَسَرَتْ شاشَة هاتِفي لأنّي قفِزتُ مِنَ الفَرْحة لم أصَدّق ما قالتْه فكان ذلك اليَوْمِ كَنُقْطةْ تَحوّل بالنِسْبَةِ لي. ٥/٤/٢٠١٥

مَرّتِ الأيّام والشّهور وأجْزِمُ أنّ حُبّي لَها كانَ يَزْدادُ يَوْماً بَعْد يوم، فقَدْ كانَتْ هي السّبب الذي يَجْعْلني أتَفَقّد هاتِفي عندما أسْتَيْقظ لأتَمَنّى لها يوْماً سَعيداً ولأخبِرها أنّي أُحِبّها، اسْتَمَرّينا على هذا المِنوال حتّى (٩/١٠/٢٠١٥) كانت الصّدْمَ الأولى لي مَعها حيثُ قالَتْ لي فجْأةً "خالد، هل سَتَسْتاءُ إنْ لم نُكْمِل مَعاً؟" كان سؤالها غَريباً جداً فقلت "أكيد لماذا؟" فَقالت "لقَدْ عَلِمَ أبي أنّي أُحادِثُك وأنا أشْعُر أنّه مُسْتاء جداً وما أريدُهُ هوَ أنْ نَنْهِيَ كُلّ شيْء حَتّى لا تَسيءُ الأمور أكْثَرْ" كُنْتُ مَصْدوماً كثيراً مما قالَتْه ولم يَكُن أمامي أيُّ خيارٍ لأنّ رضا والِدَيْها أهَمُّ مِنْ رِضاي أنا، فقُلْتُ لها حَسَناً أتَمَنّى لَكِ التّوفيق واذهبي لِتَسَتَسْمِحي من والِدَكِ، هكَذا كان آخِرُ حَديثٍ بيننا لِيَنْتَهي كُلّ شَيْء، نَعَمْ كُنْتُ مَجْروحاً نَعَم تساقَطَتْ دُموعي ولكِن لَيْسَ باليَدِ حيله، رحلَتْ مَنْ سَيَقِف مَوْجُ البَحْرِ لِرَحيلِها...

سَأَكونُ صَريحاً لَمْ أحْتَمِلْ بُعْدها عَنّي صَحيحٌ أنّي كُنْتُ في السّابِقْ لا أُكَلّم فتاةً واحِدةً فَقَطْ لكِنْ مَعَ هذه الفَتاة لَمْ تَخْطُرْ تِلْكَ الفِكْرَة على بالي مُطْلَقاً فَقَدْ كانَتْ لي حَرْفِياً كالأّم في الحِنّية وكالأخْ في الشّدائد وكَالأُخْتِ في النّصائحْ وكالصّديقِ في الأفراحِ والأحْزان وفَقوْقَ كُلِّ ماذُكِرْ كانَتْ هِيَ حَبيبَتي، أَيُعْقَل أنْ يَخْطر بِبالِ إنْسانٍ عاقِلٍ أنْ يَبْحَثَ عَنْ غَيْرِها؟ لا تاللهِ لا يُعْقَلْ، كنْتُ أقولُ لِنَفْسي أنّ هذا لَيْس إلّا اختِبارٌ لي كي تَرى إنْ كُنْتُ سَأظَلِ مَعَها لكِنْ عِمنْدما طالَتِ المُدّة أيْقَنْتُ أنّه ليْس باختِبار فَأقْنَعْتُ نَفْسي أنْ أحْفَظَ ماءَ وَجْهي وأرى ماتُخَبّئه ليَ الحياة مِنْ خَيْبَةِ أمَلٍ أُخْرى، كانَت هُناكَ فَتاةٌ تَدْرُسُ مَعي بَدَتَ وَكَأنّها مُعْجَبَةٌ بي ولكِنّي أخْجَلُ مِنْ هذه المواقِف كَثييييييراً جداً جداً جداً فَقَدْ كُنْتُ فَقَط أبادِلُها النّظَراتِ مِن آنٍ إلى آخَرْ إلى أنْ بَدَأْتُ أشْعُرُ أنّي لسْتُ مُعْجَباً بِها فَتَوَقّفتُ عَنِ النّظَر إليْها، بَعْد مُرورِ أيّامٍ بائسَة لاحَظَ أصْدِقائي أنّ هُناكَ خَطْبٌ ما بي، في الحقيقة لَمْ يَكُن الفِراق سبباً لتِلْكَ الأيّامِ البائسة بلْ كانَتْ جُزءاً مِنْها وكانَ الجُزْء الأكْبَر هُوَ عَدَمُ وُجود شَخْص في حياتي لأحْكي له عنْ ما يُؤلِمُني فالشّخْص الوَحيد الّذي كانَ يَسْتَمِع قد رحَلْ، قَرّرَ أصْدِقائي ذاتَ يوْم  أنْ يُرَفّهوا عَنّي قَليلاً فأتوا إلّي بِتذاكِرْ لإحْدى الحَفْلاتِ الموسيقيّة رَفَضْتُ الذّهابَ بِما أنّي كُنْتُ قَدِ اعْتَدْت الجُلوسَ في البيت لكِنّهم أصَرّوا فَلَمْ أُرِدْ أنْ أرُدّهُمْ وَ ذَهَبْنا بالفِعْل، لَم أنْدَم على مُوافَقَتي لأنّي قَضَيْت وقْتاً رائِعاً وفي نِهايَةِ تِلْك الأمْسية كُنّا جَميعاً قدْ تُهْنا عَن بَعضِنا فجَلَسْت وَحيداً فاقِداً الأمَل أنْ ألقاهُم بما أنّ هاتِفي قَد انطَفئ، كُنْت أحَدق في وجوه النّاس على أمَل أنْ أرى أحَدَهُم حَتّى رأيتُ فجْأةً تِلْك الفَتاة المُعْجَبة بي، كانَتْ هي أمَلي الوحيد لأتّصل وأبْحث عن أصدقائي التائهين لكنّي كُنْت خَجولاً جداً ولم أسْتطع أنْ أُكَلمها فَحَدث مالم أتَوَقعه أتَتْ هي وجَلست بِجانِبي على الأرْضِ وقالت "هل عَرِفْت مَنْ أنا؟" قُلْت لها "لا أظُن أنّي أعْرِفُك لكنّ وَجْهَكِ مألوفٌ علي" استغرَبَت كثيراً مِن ردّي وقالت "أنا زميلَتُك في الجامعَة" مثّلْت لَحْظَتَها أنّي مُهْتَم معَها فظَلّت تَتَكَلم ولمْ تَسْكُت فسألتْني "هل أنْت مُرتَبِط؟" لا أعْلَم اذا حَدث لي لكنْ أوَل شيءٍ خَطَر في بالي كانَتْ مَنْ تَعَلّقَ قَلْبي بِها وظَلَلْتُ ساكِتاً فسألَتْني السؤال عَينهُ مَرّة أُخرى فقُلت لها "لا ولماذا؟" فقالت "مجَرّد سؤال لا أكْثَر ولا أقَل" رَأيْت أنْ الحَديث قَدْ يَطول فاستَعْرت هاتِفها كي أبحَث عن أصْدِقائي وعِنْدما أخْبَروني أنّهم قادِمون أخْبَرْتها بذلك فقالت "حسناً سأذهَب انا الآن" قلت لها "حسناً أراكِ الأسبوع القادِم، ادرسي جيّداً لدينا اختبار" ضحِكَت و وقفَت لِتَهُمّ بالرّحيل، مَشَتْ بِضْع خَطوات ومازالت تَنظر إلي حتّى وقَفت فقلت لها "هل نسيتي شيئاً؟" قالت "لا أظن انك انت قَد نَسيتَ شيئاً" فَقلت "لا انا متأكد من ذلك" لكِنّها ظلت واقِفة حتى قالَت "لقَد نَسيتَ أنْ تُعطيَني رقَمَك" اسْتَغربت عِندما قالت هكذا فَلَم يَحْدُث هذا لي طوَال عُمري و بالفعل أخَذتْ رقْمي وعِنْدما رَجَعْت للبَيت كانَتْ هي في انتظاري كي تُكَلمني، عِندما أخبَرت أصْدقائي فَرِحوا كثيراً وقالوا لي هذا هيَ الفَتاة الّتي تسْتَحِقها لمْ آبَه لما كانوا يقولون فقَلْبي لازال مُعَلّقاً بتِلْكَ الفتاة، كانِتْ الفتاة الجَديدة تُبْدأ الحَديثَ مَعي دَوماً حَتّى شَعَرْت أنّه يَجِبُ أنْ أتَعايَشَ مَعها بِحُكْمِ أن لا أحَد لي فَبَدَأنا نَخْرُج كثيراً سَويّه وكُنْت أقضي وَقْتاً مُمْتِعاً معها، في السابِقْ كُنْت فَعالاً جداً في "تويتر" وكُنْت دَوْما أضَع أعْمال حبيبَتي الفَنّية كَيْ أبْهِر الجَميع مَعي أمّا مَعَ هذه الفَتاة لمْ أجِد بِها مَوْهِبةً كي أُبْهِرَ بِها أحداً، فلَمْ أجِدْ إلّا أنْ أضَع صورَةً لنا سَوِيّه لكِنّي مَسَحْتُها خَوْفاً مِنْ أن تَصِلَ الصورَة إلى الحَبيبَة فَتَظُن أنّي قَدْ نَسيتُها ولكِن بَعْد فواتِ الأوان، عِلِمْت أنّي أخْطئت حينَما كلّمَتْني ابنَةُ عَمّها قائله "مادا فَعَلْت بها كي تَحْزَنَ هكذا؟ لمْ أرَها قَطُّ هْكذا" لَمْ أنْدَمْ يَوْماً هكذا تَمَنّيتُ أن يعود الزّمن كي لا أفْعل مافَعْلت، تَمَنّيتُ أنْ أبَرّر لها ولكِني على يقين أنّها لنْ تُصَدّقَني مهما قُلتْ، كَرَهْتُ الفتاة الجَديدة كُرْهاً شَديداً بعدَها حَتّى أنّي أصْبَحْتُ أتَحاشاها وأتَجَنّب اللقاء بِها حاوَلْتُ أنْ أنسيها ماذا رأتْ لكنّي في الحَقيقَة كُنْت فَرِحاً قليلاً لأنّها لنْ تَحْزَنْ إن لمْ أكُن مُهِماً بالنّسْبَةِ لها.


رَجِعْنا مُجَدّداً للحَديثِ بِشَكْلٍ يَوْمي كَما كُنّا في السّابِق وكان الفَرْقُ الوَحيد أنّي عَرِفْتُ جَيّداً قيمَةَ ما أمْلِك، ولكنها كانَت حَذِرة فَقَد كُنّا ندَردش سوية يَومياً دون أنْ نرجِع كَما كُنا في السابِق، قلت لها ذات يوم "ماذا نَحْنُ الآن؟" قالت "لا أدْري" كان ذلِكَ الرّد مؤثّراً جِداً لكِنّي تناسَيْتُه لأنّ وُجودُها كانَ هَمّي الأكْبَر، مرّت الأيامُ فقُلْتُ لها هذه المَرّة "أنا أُحِبُّكِ ولمْ أسْتَطِعْ يوْماً التّوَقّفَ عَنْ حُبِّكِ" سَكَتَتْ لِثوانٍ مَعْدودات لتَقول "وأنا أُحِبُّكَ أيْضاً" آهٍ لو تَعْلَم أنّي لمْ أنَمْ يَوْمها من الفَرَحَة، كانَ جِسْمي يَقْشَعِرُّ كُلّما قَرأت ما قالته أحْسَسْتُ حِينَها أنّ روحي قد رُدّتْ إلَي، صحيحٌ أنّها غَيّرت كَثيراً مِنْ أطْباعي وجَعَلَتني مُخلِصٌ لها حتّى دون عِلْمها لكِنّي أصْبَحْتُ أخشى أنْ أرُد على أيّ رسالَةِ تَصِلُني مِن أي فتاة، بل كُنْتُ أيْضاً أتَجَنّب الجُلوس مع مجموعَتي الدراسيّة عندما يتَغَيّب صديقي كُنْتُ قَبْل أنْ أفْعَل أي شيء أضَعُها مَكاني لِأرى إنْ كُنْتُ سأنزَعِج من ذلك الفِعل أم لا، شَعَرْتُ وكأنّني أحْبَبْتُها أكْثَر بلْ كانَ حُبّي لها يَزْدادُ يَوْماً بَعْد يوم، كيف لا وكانَ اسْتيقاظُها صباحاً يَبْدَأُ مَعَهُ صَباحي ولا يَنْتَهي يَوْمي إلا بها، كُنْتُ أتَطَلّعُ كُلّ يَوْمٍ لأراها حَتّى أنّي كُنْت أقْطَع مسافاتٍ طَويلَة أُسْبوعياً كَيْ أراها حَتّى لَوْ شَعَرْتُ أنّي مُرْهَقاً فَكُنْت لا أزالُ اذهب لِأراها فمن يَسْتَطيع أنْ يَتَجاهلَ أوْ يَعْتَذِر عَنْ لِقاءِ القَمَر؟ أوْ لِقاء منْ فاقَ جَمالُها جمالَ الشّرَقْ؟

سأكونُ قَدْ ظَلَمْتها إن لَم أتَحدّث عن الشّعور الّذي كانَ يأتيني وانا بِرِفْقَتِها، لا أعْلَم من أيْنَ ابدأ ولكِنّي لم أعْلَم أنّ هذا الشّعور قَد يأتيني يوْماً ما لأنّي لمْ أعْلم بِوجود هذا النّوع منَ الأحاسيس قطْ. كانَ مَزيجاً مِن الرّاحة واستِقرار البال فَفي اللحظة الّتي أراها تَتَلاشى جَميع هُمومي، كُنْت أراها مُتَزَيّنه وأراها بغَيرِ ذلك لا أَعْلم كَيْف كانت تَفْعَل ذلك لكنّي لمْ أكُن أرى الفَرْق كانَتْ دَوْماً تبْدو أجْملَ مِن الورودِ المُتَفَتّحة الناظِرة في فصْلِ الربيع، جمالُها ساحِراً كتَساقُطِ الثّلوجِ في فَصْلِ الشّتاء، لا أسْتَطيعُ إطالةَ النّظَرِ إليها فَوَجْهُها كشَمْسِ الصّيف الساطِعة وكانَتْ دوْماً تَزدادُ جَمالاً عِنْدما لا تَتَزَيّن كَفَصْلِ الخَريف عِنْدما تَتَعَرّى الطّبيعة مِنْ حَوْلِنا لِتُرينا جمالها مِنْ مَنْظورٍ آخَر. أعْتَقد أنّها مِن لِقاء إلى الّذي يليه كانَتْ تَفْعَل شيئاً ما في وَجْهِها حيْثُ كُنْت أراها أجْمَلَ في كُلِّ مرّةٍ أراها وأقولُ في نَفْسي "كيفَ لِشَخْصٍ مِثلي لَهُ وَجْهٌ كَوَجْهي أنْ يَنْتَهي بِه المَطاف مَعَ فتاةٍ كالّلتي أمامي؟" لَمْ أكُنْ أنا الوَحيد الّذي يَسْتَمتع بِلِقائاتِنا بلْ كانَت هيَ أيْضاً في كُلّ مَرّة تَقول "لا أريدُ الذّهاب أريدُ البَقاء معَكْ" حَتّى أنّها كانَتْ تَزْعَل عِنْدما يَحين وقْت الوداع، كُنْتُ أشْتاقُ إليها لَحْظَت نزولِها وأتَمَنّى إنْ كانَ بِوِسْعِنا المُكوثَ لِوَقْتٍ أطْول. أنا شَخْصٌ مُدَخّن ولا أقولُها تَفاخُراً كانَتْ هِيَ تَكرَهُ التّدْخين وكما تَعْلَمون يسْتَحيل أنْ تَمُرّ ساعَةً واحِدَةً على مُدَخِّن دونَ أنْ يُدَخّنْ، كنّا عِنْدما نَلْتَقي نَجْلِسُ مَعاً لِمُدّةٍ تَزيدُ عَنْ خَمْسِ ساعاتٍ ولا أذْكُرُ قَطْ أنّي فَكّرْتُ بالتّدخين! جُلوسي معَها انْساني إدْماني! هِيَ كالّلؤلُؤٌ النّادِرْ الّتي لا أظُنُّ أنّي سَأوفيها حَقّها مهما حاوَلْتُ أنْ أصِفُها.


خَلَتْ تِلْك الفَتْرة مِنْ أيِّ خِلافات أوْ مواقِفَ حزينَه، سَأكون كاذِباً إنْ لَم أقُل أنّها أجْمَل فَتَرات حياتي أتَفَهم أنّه مِنَ المُستَحيل أنْ يَقضي الإنسان فتْرة طَويلَة دونَ أنْ يَحْزن أو تَحْدُث لَه مشاكِل ولكِنّ المُسْتَحيل مَعها حدَث فَقَد نَسيتُ مَعها طَعْم الحُزن لأنّها كانَتْ تأخُذني من عالَمي الحقيقي إلى عالَم آخَرَ وَرْدي مليءٌ بالبَهْجَةِ والسّعادة، كيف كانَتْ تَفْعَل ذلك؟ لا زلت حتّى يَومنا هذا لا أعْلَم. استَمَرّ هذا الحال كمَا هُوَ  ولكِن كَما يقال "دَوام الحال مِنَ المُحال" فذات يوم حتّى اكتَشَفت أمّها بأنّ ابْنَتها على علاقَةٍ غرامِيّة، شَكّلَ ذلك الأمْر صَدمَةً لها لا تتَخيّلون كيف أحْسَست بالذّنْبِ وَقْتها وشَعَرْت بالحُزن الشّديد كانَتْ تقول أنّ الذّنب ذنبها ليسَ بِذَنْبي وأنا لا زلت أُلْقي اللّوْمَ علَيْ، استَمَرّت في الحَديث مَعي رُغْم حُزنِ أمّها فقلْت لها "سنَتَوَقّف عنِالحَديث لِفَتْره حتّى تَعود الأمور على طبيعَتِها فأمّك أهَمّ منّي" فرَدّت قائِلَة "لا أُريدُ ذلك، ماذا إنْ لممْ تَعُد الأمور على طبيعَتِها سريعاً؟ أخْشى أنْ تَمَل وتَبْحَث عَنْ غيري لا أُريدُ ذلك أنْ يحْدُث" كانَتْ نادراً ما تَفْصَح عَنْ مشاعِرِها تجاهَ أيّ شيء اذْكُر أنّي لم أتمالَكْ نَفْسي ودَمِعَتْ عَيْنايَ منْ ما قالَتْه فلَمْ أتَخَيّل أنّ أحَداً سَيُحِبّني هكذا كُنْت حينَها في مَكانٍ عام مُكْتَظٌ بالنّاس وبالرّغْمِ مِن ذلك لمْ اسْتَطِع ان أوقِفَ دموعي، قلت لها "أعِدُكِ أنّه مهما حَدَث لَنْ أبْحَثَ عَنْ بَديلٍ غَيْرُكِ" فَوافَقَتْ أنّ نَتَوَقّف عَنِ الكلام وأنْ تَطْمَئِنّ علَي مهما سنَحَتْ لها الفُرْصَةْ، كانَتْ فَتْرَة ليْسَت بِجَيّدة أبداً فَقَد كُنْتُ أفْتَقِدُها كَثيراً ولكِنْ ما عسايَ أنْ أفْعَل فَمِحْنَتُها أَهُمّ مِنَ الإشْتِياق، كُنْتُ أدْخُلُ مُحادَثَتها لِأُحَدّق فيها يوْمياً مرّاتٍ لا تُعَدّ ولا تُحْصا كانَ شَوْقي يَدْفَعُني للنّظَرِ إلى وَجْهِها عَشرات المرّات يوْمياً فَقَد كانَ ذلك الحَل الوَحيد للتّصَبّرْ علَى بُعْدِها، وفِعْلاً بَعْد مُرور أيّامٍ مِنَ الإنْقِطاع تَحَسّنَتِ الأُمور وعُدْنا كمَا كُنّا والوَصْفُ الوَحيد الّذي يَنْطَبِقُ علَي بَعْد رُجوعِها هو أنّي كَمَنْ بُثّتْ فيهِ الرّوح مِنْ جَديد.


كانَتِ الحَياةُ وَرْدِيّة خالِيَةً مِنَ المَشاكِل، كُنّا مُتَفهّيمينَ لأحَدِنا الآخَرْ كَثيراً وهذا هوَ السّبب الّذي ولّدَ بَيْنَنا الإسْتِمْراريّة، نادِراً ما نَخْتَلف على شيءٍ حَتّى إنِ اختَلَفْنا فإنّا لا نُوَلّدُ منْ ذاكَ الإختِلاف خِلاف، أجْمَلُ مُحاداثاتي معَها عِنْدما كُنّا نَسْتَرْجِع الذّكرياتِ المُحْرِجَة بيننا كانَتْ تُحِبّ ذلكْ، لمْ أذْكُر أنّي كُنْت لا آبَه للرّسْم حَتّى حَوّلْتُ نَفْسي إلى مَهْووسٍ بِأعمالها ودوماً ما أُرِيَها لمَنْ حَوْلي كانَ ذلك يُشْعِرُني بالفَخْر، كُنْت أحِنُّ عَلَيْها لِتُرِيَني إبْداعَها في الرّسْم منْ حينٍ إلى آخَرَ حَتّى أهدَتْني ألْبوماً كامِلاً فيهِ ماكُنْت أطْلُبُه مِنْها، في المُقابِلْ كانَتْ تَطْلُبُ مِنّي دَوْماً أنْ أكْتُبَ لَها فَهي الوَحيدَة الّتي كانَتْ تُعْطيني الثّقة لأكْتُب وبما أكْتُبْ وهِيَ السّبب الّذي حَثّني لكِتابَةِ هذِه القِصّة، للكِتابَةِ أجْواء ومَزاج خاصْ إلّا عِنْدما تَطْلُبَ مِنّي فإنّي كُنْتُ لا أنْتَظِر حَتّى يأتيَني المَزاجُ لذلِك لأنّي لَمْ أكُنْ أُحِبّ أنْ أدَع في نَفْسِها شَيْئاً تُريدُه لكِنّي لا زِلْت أرى أنّي إنْ فَعَلْتُ لها ما تُريدُهُ وأكْثَر فإني سأرى أنّي مُقَصِّرُ مَعَها حَتّى وإنْ لَمْ تُعْطِيَني شيئٌ في المُقابِلْ فإنّي قَنوعٌ يُكْفيني فقَطْ وُجودُها في حياتي فالحُب لي هُوَ الإهْتمام، الرّعاية، التّحْفيز، أنْ تَكونَ معَ مَنْ تُحِب دَوْماً مَهْما حَدَث، أسْتَطيعُ أنْ أقولَ أنّها فَعَلَت ذلِكَ وأكْثَر لا أعْلَمُ إنْ كانَتْ هذه الكَلِماتُ سَتوفِّها حَقّها لكِنّي أكْتَبُها لأنّ هذا هوَ الطّلب الوَحيد الّذي لم أنَفِّذْهُ لها.

كانَتْ تَعْلَم أنّي أتَوَتّر كثيراً جداً عِند فَتْرَة الإخْتبارات ودَوَماً ماتُهَدِّأ مِن رَوْعي وتُخَفِّفَ تَوَتّري بِعِباراتها التّحْفيزية عَنّي، ولكِنْ في آخِر فَتْرة إختباراتٍ لي لمْ تَفْعَل ماعتادَت فِعْله سابِقاً، لمْ آبَه كَثيراً ولَمْ أسْتَطِعْ أنْ أرى مالّذي يَضايِقها لأنّ الوَقْتَ كانَ يُداهِمني وعَلَي أنْ أسْتَغِلّهُ بالتّحْضيرِ للإخْتِبارات، انْتَهَت تِلْكَ الفَتْرَة ثُمّ بَدأت أرى ماخَطْبُها أوْ بِالأحْرى بماذا أخْطأتُ أنا كانَتْ بارِدَةً جِداً مَعي ودوماً ما تَقول "لَيْسَ هُناك أيّ شيء أنا لَسْتُ مُستاءةً منْك ولا أشْعُر أنّي أُحادِثَكَ بِبُرودٍ" كُنْتُ أقولُ لها "حَسَناً رُبّما هُوَ فَقَطْ سوءُ تفاهُمٍ مِنّي" ولا أذْكُر لها أنّها مُتَغَيِّرةً عَلَيْ، كانَ مُلَخَّصُ حَديثِنا اليَومِيّ في السّابِق أني كُنْتُ علَى عِلْمٍ بِكُلّ صَغيرَة وكبيرَة حَتى أني لمْ أكُنْ أجِد الوَقْت لأتَصَفح هاتِفي لأنّ وَقْتي كانَ كُلّه لها أمّا في تِلْك الآوِنَه قَدْ لا تُحادِثَني لِيَوْمٍ كامِلٍ إنْ لَم أبْدَأَ أنا بالحَديثِ مَعَها وكُنْت دوماً أسألها إذا بَدَرَ مِنّي شيءٌ خاطِئ أوْ هُناكَ شيْئٌ يُزِعِجُها وكنْتُ اسْمع الإجابَة عَيْنها حتّى حَفِظتُها، كانَتْ هِيَ مَنْ ألجأ لها لأحُلّ مَشاكِلي والآن لَمْ أعْلَمْ لِمَنْ ألجأ لأُحُلّ مُشْكِلَتي فَلَجَأتُ إلى أكْثَرَ مِنْ شَخْص وجَميعَهُم أجْمَعوا على الإجابَةِ عَيْنِها ألا وَهِيَ "أنا أعْلَم أنّها تُحِبّك كَثيراً ولكِن ماتَفْعَلهُ هيَ دَليلٌ عَلى وُجودِ مُشْكِلَةٍ ما وطالَما أنّها لا تُريدُ الكَلام عَنِ المُشْكِلَة فإلَيْك ماتَفْعَل لِحَلّ المُشْكِلة وَنَعِدُك أنّها سَترْجِع كما عَهِدْتها، قُلْ لها أنّ ماتَفْعَلُه جَعَلَكَ تَكْرَهُها وإنْ لَمْ تَسْتَجِب فَقُل لها أنّك سئمْت هذا الحال واتْرُكْها وأضمَنُ لَكَ أنّها سَتَعودُ كما كانَتْ" لِلْأسَفْ رَأَيْتُ أنّهُ الحَلْ الأمْثَلْ ونَسيتُ أنّ حُلولَهُمْ كانَتْ عامّةً ومُخْتلِفةً عِن الحُلول الّتي كانَتْ تُعْطيَني هيَ فهِي الوَحيدَة الّتي تَعْرِف ما هوَ الأنْسَبَ لي، نَفّذْتُ ماقيلَ لي حَرْفِيَّا ولِلْأَسَفْ حَدَثَ مالَمْ أُكُنْ أتَوَقّعَ جَرَحتها كلِماتي على حَدّ قَوْلِها و عِنْدَما رَأتْ هِيَ أنّي جادٌ تَراجَعْتُ في كَلامي بَعْد مُلاحَظَتي ذلك حَتّى أفْصَحَت لي عنْ ماكانَ يُضايِقُها وأنّها تُريدُ إنهاءَ مابَيْنَنَا أيْضاً، كانَتْ رَدّة فِعْلها صادِمَةً وأخَذْتُ أبَرّر جَميعَ أفْعالي ولكِنْ دونَ جَدْوى، أريدُ إضافَةَ تَفاصيلٍ أكْثَر ولكِن مشاعِري تَتَقَطّع كُلّما أتَذَكّرَ ماحَدَث، كُلّما أعْلَم أنّها ليْسَت مِلْكي بَعد الآن، كُلّما أتَذَكّر أنّي لا أنْتَمي لأحَدْ وأنْ لا أحَداً سَيَهْتَم بي فَقَد رَحلت مَن كانَتْ هيَ الدنيا في عيناي، مَنْ كانَتْ مَخْبأي عِنْدَما تَغْلِبَني الحياة، مَنْ جَعَلَتْني أؤمِن بالحُب ومَنْ جَعَلَتْني أكْفُرُ بِما كُنْتُ بِهِ مُؤمِنٌ بِرَحيلِها.